وإذ قلتم يا عبدالملك لن نصبر على تأخر الراتب شهرا واحداً

وإذ قلتم يا عبدالملك لن نصبر على تأخر الراتب شهرا واحداً

بني اسرائيل صبروا على فرعون يذبح ابناءهم ويستحيي نسائهم ، وعاشوا في هذا العذاب والذل سنوات وسنوات ، ولكنهم أعلنوا وبسخط شديد في خطابهم الموجه لمن أنقذهم من هذا الذل ، نبي الله موسى عليه السلام ، أنهم لن يصبروا على طعام واحد!

أنقذنا الله ، وأخرجنا الله ، ببركة السيد حسين والسيد عبدالملك ، من تحت أقدام أمريكا وإسرائيل والسعودية وعملائهم وأذيالهم ، الى فضاء العزة والكرامة والحريّة والشرف ، وقد كان الكثير صابرين على التفجيرات اليومية ، الاغتيالات ، ارتفاع الأسعار ، تدني مستوى المعيشة والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات ، وكان يحصل تأخير للرواتب وأكثر من مرة وفي ظروف طبيعية ، لا حرب ولا حصار

ولكنهم اليوم يستأسدون ويصرخون في مواجهة من أنقذهم “لن نصبر على تأخر الراتب”

رغم ان لا علاقة للسيد ، ولا أنصار الله ، بموضوع رواتبكم ، وأنتم تعلمون من الذي أخذ رواتبكم ، ومن نقل البنك ، ومن الذي دمر بيوتكم وقتلكم وحاصركم ويريد إبادتنا جميعاً ، سواءً كنّا في الجبهات أو في مجلس عزاء ، أو في صالة عرس ، في الشرق والغرب ، في الجنوب وفي الشمال ، يضربون الجميع حتى منافقيهم وعملائهم ، لا يفرقون

ولكنه الإنحطاط ، فعندما إنحطت نفوس بني اسرائيل ، صبروا على قتل ابناءهم واستحياء نسائهم لسنوات وأجيال، وفي المقابل عندما أنجاهم الله من سوء العذاب ، أعلنوا انهم لن يصبروا على طعام واحد!

أصبحت الأشياء العظيمة والكبيرة عندهم لا قيمة لها ، ولا وزن لها ، واتجهوا الى أشياء تافهة ومخزية : “اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة ” ، “لن نصبر على طعام واحد” ، الخ

كل ذلك بعد المعجزة العظيمة التي أنقذهم الله بها وأغرق فرعون وآل فرعون وهم ينظرون

ولكن والحمد لله ، قد استبدل الله هؤلاء المتخاذلين المتقاعسين الخوالف القاعدين ، الذين استلموا وأكلوا ميزانية الدولة لعشرات السنين وهم يدعون انهم حماة الوطن ، وأنهم أسوده وصقوره ، استبدلهم الله بشباب مؤمنين ، بعضهم خرجوا من أصلاب هؤلاء ، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم

وأكثر هؤلاء ليس لديهم رواتب ، يجاهدون وهم حفاة ، وهم جائعون ، في الحر وفي البرد ، ولكنهم أعزاء ، كرماء ، شرفاء ، نفوسهم أبية ، عظيمة ، ترى وتعرف ان لاشيء في هذه الدنيا يساوي العزة والكرامة

وعندما خيرهم العدو بين السلة (الموت) قتلا بالغارات أو جوعاً بالحصار وهم في بيوتهم ، انطلقوا باتجاه العدو الى جبهات القتال وهم يصرخون “هيهات منا الذلة”

لقد كان الشهيد الملصي احد النماذج العظيمة في السلك العسكري ، وهو حجة على جميع العسكريين النائمين في البيوت…

.

مقالات ذات صلة

إغلاق