روسيا: خطة ولد الشيخ تخلو من انسحاب قوات التحالف من اليمن ووقف الغارات

أكدت روسيا على الحاجة الملحة في اليمن إلى العمل على وقف إطلاق النار والاستجابة للأزمة الإنسانية من ناحية، ومن ناحية أخرى وجوب العمل “فوراً” على مكافحة الجماعات الإرهابية والمتشددين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في جنوب وشرق البلاد.

كما اعتبرت أن الرؤية التي قدمها اسماعيل ولد الشيخ، وإحاطته إلى مجلس الأمن بتفاؤل حيال قبول الأطراف لخارطة الطريق للتسوية، تبقى خطة على الورق فقط.

مشيرة، إلى خلوها من ذكر انسحاب قوات التحالف من اليمن، ووقف الغارات الجوية. وأكدت، مجدداً، وجوب العمل معاً على المسارات السياسية والعسكرية بالتساوي والتوازي.

وقال الممثل الدائم لروسيا الاتحادية فيتالي تشوركين، إنه “لمن المثير للدهشة أن ما يحدث في اليمن لا يقابله تجاوب و”ضجيج” في الإعلام ومجلس الأمن، كما يحدث في حال سوريا، بالرغم من أن الأوضاع الإنسانية في اليمن، وبكل المقاييس، أسوأ بكثير وكارثي”.

مشيراً، أن أربعة أخماس من 26 مليون يمني هم في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

كما تعاني البلاد من عدد نازحين (داخلياً) يبلغ 3 ملايين نسمة. و14 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات غذائية.

علاوة على المشاكل التي تمس الاحتياجات الضرورية الأولية الغذائية والطبية والتعليمية حيث البنية التحتية في حالة خراب.

ولفت السفير الروسي، إلى أنه وتحت ذريعة الحظر المفروض على الأسلحة ومنع الانتهاكات، فإن الحصار البحري والجوي على اليمن يعاني منه في المقام الأول السكان المدنيون؛ جراء النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية وغيرها من السلع الأساسية.

كما انتقد تشوركين “المعايير المزدوجة” إزاء سقوط الضحايا المدنيين جراء الضربات الجوية. مشيراً، أن المملكة المتحدة هي واحدة من أكبر موردي الأسلحة المختلفة والتي تستخدم ضد اليمنيين.

واستشهد بتقرير للغارديان وغيرها، أن لندن باعت أسلحة إلى المنطقة ، بأكثر من 3 مليارات دولار، في جني للأرباح على حساب قتل المدنيين.

“وهذا يثير مسألة وجود واضح لمصلحة مادية في استمرار الصراع المسلح في اليمن”، متسائلاً في المقابل: كيف يمكن لبريطانيا الإشراف على الملف اليمني في مجلس الأمن؟

وتحدث السفير الروسي عن مجزرة الغارات على صالة العزاء.. كاشفاً، للمرة الأولى، عن مشروع بيان كان يُراد إصداره باسم مجلس الأمن لا يدعو إلى معاقبة ومحاسبة الجناة رغم اعتراف التحالف فعلياً بالمسؤولية. وقال، إن روسيا لم تكن لتوافق على بيان كهذا “بدون أسنان”.

وأشار تشوركين، إلى أنه وعقب الغارات على صالة العزاء بصنعاء أعلن الوفد البريطاني عن مشروع قرار بشأن اليمن “وإلى الآن لم نرَ ضوءاً”. متسائلاً “ما إذا كان سيتضمن طلب إقامة منطقة حظر جوي فوق صنعاء؟

وبالعودة إلى الوضع، قال السفير الروسي، على الرغم من أن المبعوث الخاص أعلن استئناف وقف إطلاق النار، سجل خرق في كلا الجانبين بعد ساعات.

وأشار إلى تفاؤل ولد الشيخ حول قبول الأطراف للرؤية التي أعدها المبعوث الخاص “خارطة الطريق” للتسوية في اليمن، قائلاً: “لقد سمعت ذلك، ولكن في الحقيقة أن هذا كما نفهمه على الورق فقط”.

وشدد تشوركين، أن التقدم يجب أن يتم في وقت واحد على المسارات السياسية والعسكرية، بما في ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الحوثيين. مؤكداً: “من المهم أن يعود الطرفان إلى طاولة المفاوضات ومناقشة كل تفاصيل خطة التسوية”.

وقال السفير الروسي: “بعد كل شيء، كما يقول المثل، “الشيطان يكمن في التفاصيل”. إذا أعرب الجانبان عن اتفاق من حيث المبدأ حول النهج المقترح – لا يمكن تجاهل حقيقة أن أحد الطرفين أي الرئيس هادي رفض بالفعل الخطة”.

وأكد تشوركين، أنه سيكون هناك الكثير من القضايا ذات الصلة التي تتطلب دراسة متأنية. مستشهداً على وجه الخصوص “كما نعلم، هي لم تقل شيئاً عن انسحاب قوات التحالف من اليمن ووقف الغارات الجوية على أراضي البلاد”.

وقال، إن روسيا من جانبها، “ستدعم أي اتفاق من شأنه أن يكون ذا طابع توافقي لجميع القوى السياسية في اليمن. ونحن نعمل بنشاط مع جميع أطراف النزاع”.

معتبراً أن المهمة الرئيسية الآن هي تحقيق وقف إطلاق نار دائم كشرط لازم وضروري تمليه الناحية الإنسانية والحاجة الملحة لمكافحة الإرهاب، وبناء الثقة بين الطرفين من أجل الدخول في إبرام اتفاق شامل لحل الصراع.

ولفت السفير الروسي، إلى أن القاعدة في جزيرة العرب والجماعات الإرهابية المتطرفة الأخرى أكبر المستفيدين من الصراع في اليمن، والتي تسيطر على أحياء بأكملها في جنوب وشرق البلاد.

وشدد فيتالي تشوركين، “استناداً إلى التجربة السورية، نحن نعلم أن هناك حاجة إلى الحرب ضد المتشددين الآن، وليس تأجيل هذه المسألة إلى وقت لاحق.

على جميع القوى السياسية اليمنية العمل بشكل فوري وعاجل لتوحيد جهودها لمواجهة التهديد الإرهابي. الإسلاميون الأقل تشدداً لديهم فرصة للحفاظ على المكانة التي يشغلونها”.

مقالات ذات صلة

إغلاق