في ضوء عهد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لمالك بن الأشتر، صنعاء تطلق أعمال المؤتمر العلمي الأول للارتقاء بالعمل المؤسسي..

محويت نت

بدأت اليوم بالعاصمة صنعاء أعمال المؤتمر العلمي الأول للارتقاء بالعمل المؤسسي في ضوء عهد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لمالك بن الأشتر، بمشاركة كوكبة من الأكاديميين والباحثين والعلماء والقيادات الإدارية والفنية.

وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل وعدد الوزراء وأمين العاصمة حمود عباد ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية ونوابهم .. أشار وزير العدل أحمد عقبات إلى أهمية انعقاد المؤتمر لتسليط الضوء على أحد تلامذة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما تمثله هذه الشخصية الفذة في عهده لمالك بن الأشتر.

واعتبر عهد الإمام علي لمالك بن الأشتر، علامة فارقة بين الحق والباطل ودستوراً ونظام متكامل والعودة لتاريخ الإسلام والعلم الذي جمعت فيه الخصال والصفات الحميدة، حيث كان فارساً مغواراً وفصيح اللسان شعراً وأدباً ونثرا.

وثمن الجهود المبذولة لإعداد وتنظيم المؤتمر العلمي الأول للارتقاء بالعمل المؤسسي في عهد الإمام علي كرم الله وجهه لمالك بن الأشتر.

بدوره أشار رئيس جامعة إب الدكتور طارق المنصوب في كلمة الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية إلى أن المشاركة في المؤتمر العلمي يمثل أنموذجاً للتعاون والتنسيق بين المؤسسات الأكاديمية الحكومية والأهلية ومؤسسات القطاعين العام والخاص في خدمة الفكر الإسلامي من خلال التركيز على أعلام ورموز هذا الفكر وإبراز دورهم.

ولفت إلى أن إيصال الرسالة وبلوغ الهدف لا يتحققان إلا بالانسجام والتناغم بين المؤسسات البحثية والمجتمعية والأكاديمية .

وذكر رئيس جامعة إب أن الوثيقة التاريخية المتمثلة بعهد الإمام علي لخصت رؤية واضحة تجسد كيفية إدارة الدولة ومراعاة حقوق الشعب من قبل الحاكم وتتحدث أيضا عن نظريات الإسلام في الحاكم والحكومة ومناهج الدين في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والحرب والإدارة والقضاء.

وأكد الدكتور المنصوب أن الأمة العربية والإسلامية أحق من الأمم المتحدة من جعل العهد أصول التأسيس لبناء الدولة والحكم الصالح، وذلك من أجل تمكين الأجيال والباحثين من طلبة الدراسات العليا والقيادات الإدارية من التعرف على الإسهامات العلمية والعملية للإمام علي بوصفه أحد أعلام الفكر الإسلامي .

واعتبر انعقاد المؤتمر فرصة لدعوة المؤسسات التعليمية وفي المقدمة الجامعات الحكومية والأهلية للاهتمام بفكر وسيرة وتجربة الإمام علي وعمل دراسة واقعية تواكب العصر .. داعياً إلى ترجمة تراث الإمام علي والمؤلفات والأبحاث التي تناولت سيرته والكشف عن الحقائق والمواقف في حياته لإنصافه لما لحق به من إقصاء وتغييب خلال القرون الماضية.

من جانبه أشار رئيس الدائرة الاجتماعية بالهيئة التنفيذية لأنصار الله الدكتور علي المتميز إلى أهمية انعقاد المؤتمر لمناقشة الدراسات والأبحاث حول عهد الإمام علي كرم الله لمالك بن الأشتر، خاصة والبلاد تمر بمرحلة مفصلية، تحتاج إلى تضافر جهود جميع أبناء الوطن.

ولفت إلى أن الجامعات اليمنية والمؤسسات التعليمية كانت في الطليعة لمواجهة العدوان، وكان أساتذة الجامعات وكادرها الإداري والفني، في مقدمة الصفوف للتضحية والوفاء لوطنهم وأداء واجبهم رغم توفق المرتبات بعد نقل البنك المركزي وتشديد الحصار.

وبين الدكتور المتميز أن الدولة المنشودة هي الدولة المستقلة ذات السيادة الرافضة للوصاية والارتهان والقادرة على إحداث نهضة حقيقية للفرد والمجتمع.

وأوضح أن أهداف المؤتمر ومحاوره تسعى لتحديد الفجوة بين واقع الأداء المؤسسي وتراث الأمة وتجربة أعلامها ورموزها، من خلال عرض مجموعة من الأبحاث ومناقشتها للاستفادة منها في الواقع العملي والمعركة مع قوى العدوان وتقديم رؤى تخدم الأمة وتحدد آليات ووسائل المواجهة وتضع الإجراءات العملية لضمان تطبيق هذه التجربة والأخذ بعين الاعتبار لتهيئة المناخ الإداري والمؤسسي والأكاديمي البحثي والتعاطي مع مخرجات المؤتمر.

وأكد أن قضية بناء الدولة العادلة لا يمكن أن تتم بمعزل عن الأسس والمبادئ التي تضمنتها الوثيقة التي خطها قلم الإمام علي والتي قل نظيرها في التاريخ الفكري الإنساني.

ولفت الدكتور المتميز إلى الحاجة للنظر في سيرة الإمام علي وتراثه الفكري والإستفادة من الإمام علي رضي الله عنه الذي قدم النموذج الأخلاقي المضيء في الفقه والحكم والحكمة والسياسة.

ونوه بجهود دائرة التعليم الجامعي في الإعداد والتنظيم للمؤتمر .. معربا عن أمله في أن يخرج المؤتمر بنتائج وتوصيات تسهم في الارتقاء بالأداء المؤسسي والنهوض به لمواجهة التحديات والمخاطر المحدقة باليمن.

فيما استعرض رئيس دائرة التعليم الجامعي بالهيئة التنفيذية لأنصار الله رئيس اللجنة التحضيرية رئيس المؤتمر الدكتور عبدالله الشامي أهداف ومحاور المؤتمر الذي سيتناول في 30 ورقة وبحث علمي عمل عهد الإمام علي بن أبي طالب لمالك بن الاشتر .

وأشار إلى أن محاور المؤتمر تتضمن المجالات “الإدارية، والاقتصادية، والقضائية والرقابية والتربوية والاجتماعية والمحور السياسي” لتسليط الضوء على عهد الإمام علي في كيفية إدارة شئون الدولة.

وأوضح الدكتور الشامي أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل تحديات وحرب كونية يتعرض لها الشعب اليمني والمتمثلة في العدوان السعودي الأمريكي الذي سعي خلال السنوات الماضية لاختراق المجتمع في اليمن في مختلف المجالات.

وذكر أن هذه الاختراقات لا يمكن مواجهتها إلا بالعودة لمصادر الهدى للخروج من حالة التيه والتخبط ما دفع اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر وتسليط الضوء على صاحب العهد الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ” أنا مدينة العلم وعلي بابها” وصاحب التجربة العملية في إقامة دولة الحق والعدل والتي ظهرت جلياً في عهده لمالك بن الأشتر.

وأكد أن عهد الإمام علي مثل أرقى التشريعات الإنسانية التي أسست للعلاقات المثلى بين الحاكم والمحكوم ودستورا يؤسس لنظام عام.. لافتا إلى أن الأمة بحاجة للتوجيهات التي وردت في ذلك العهد واستيعاب هذه الأسس للاستفادة منها في شتى المجالات .

وتطرق رئيس دائرة التعليم الجامعي إلى الإشكاليات البحثية التي وقف المؤتمر أمامها بالدراسة والبحث والتحليل ضمن مشروع تسعى من خلاله الدائرة لإعادة قراءة التاريخ الإسلامي بعيداً عن التحيزات والخروج من دائرة المعرفة المرجعية إلى الدائرة العلمية التحليلية التي ترتقي به لأن يكون مادة غنية للنظر والتحليل والتطبيق العملي.

ولفت إلى حرص اللجنة التحضيرية على تنوع وإثراء البرنامج العلمي للمؤتمر من خلال اختيار هيئة رئاسة لكل جلسة تضم شخصيات أكاديمية وإدارية ذات خبرة وتجربة إضافة إلى نظام الجلسات التي تشمل حلقات النقاش في إطار جلسات علمية ومناقشة ما تضمنته البحوث والأوراق العلمية لكل محور من محاور المؤتمر.

بعد ذلك بدأت جلسات المؤتمر حيث ناقشت الجلسة الأولى برئاسة مستشار الرئاسة الدكتور عبد العزيز الترب وعضوية الدكتور جمال الكميم والدكتور عبدالله القدمي ورقة من الدكتور عبدالله الشامي بعنوان “رؤية مقترحة لتطوير الممارسات الإدارية في الجامعات اليمنية في ضوء عهد الإمام علي عليه السلام لمالك بن الأشتر”.

فيما تناولت الورقة الثانية المقدمة من الدكتور أحمد الظرافي “أصل السلطة والتحول المبكر إلى الإدارة الإستراتيجية في العهد العلوي لمالك بن الأشتر”، واستعرضت الورقة الثالثة التي قدمتها الباحثة أحلام شرف الدين إستراتيجية النظام الإداري وعمليات التفقد والتقويم في عهد الإمام علي لمالك بن الأشتر.

وتطرقت الورقة الرابعة التي قدمها الباحث محمد محسن الحوثي إلى الحكم الصالح في عهد الإمام علي كرم الله وجهه، لمالك بن الاشتر .

وأثريت الجلسات بمداخلات وناقش مستفيض من قبل الباحثين والأكاديميين حول كيفية الاستفادة من الأبحاث العلمية المقدمة وتطبيقها في الواقع العملي بما يكفل الارتقاء بالعمل المؤسسي في مختلف مؤسسات الدولة.

تخلل حفل الافتتاح قصيدة للشاعر معاذ الجنيد .

ويهدف المؤتمر الذي تنظمه في ثلاثة أيام دائرة التعليم الجامعي بالمكتب التنفيذي لأنصار الله وعدد من الجامعات اليمنية الحكومية التعريف بالتراث الإسلامي للاستفادة منه في العملية التعليمية في مؤسسات التعليم العالي والفني.

كما يهدف المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 500 مشاركا ومشاركة من مختلف المحافظات، إلى دراسة مضامين عهد الإمام علي، خاصة ما يتعلق بشؤون الدولة وإداراتها وتوضيح الأسس والمعايير اللازم توفرها في هذا الجانب بما فيها توضيح الرؤية الاقتصادية والإدارية والمالية ومعرفة الأسس الرقابية والقضائية في ذلك العهد وإمكانية تطبيقها في مؤسسات الدولة.

مقالات ذات صلة

إغلاق