الرئيس الصمّاد في خطاب العام: لا وقت للمزايدة على أحد ومن يرفض التحرك والشراكة فليغادر غير مأسوف عليه

محويت نت

توعد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء (أعلى سلطة) بأداء جديد للمجلس مختلف عن العام السابق، وعدم السكوت على أي طرف يسعى لعرقلة عمله أو النيل مما وصفها “الشراكة بمواجهة العدوان”.
جاء ذلك في كلمة مطولة ألقاها في الحفل الذي أقيم اليوم الثلاثاء في القصر الجمهوري بصنعاء بحضور أعضاء المجلس ورئيس حكومة صنعاء عبدالعزيز بن حبتور وهيئة رئاسة مجلس النواب ورئيسه يحيى الراعي، بمناسبة الذكرى الأولى لاستلام السلطة من اللجنة الثورية العليا بموجب اتفاق سياسي بين أنصارالله وحلفائهم وحزب المؤتمر وحلفاءه.
وقال الصماد في الكلمة التي حصل المراسل نت على نصها، إن الاتفاق السياسي الذي نتج عنه المجلس السياسي الأعلى لإدارة البلاد جاء “استجابة لرغبه جماهيرية عارمة، وبناءً على توافق وطني واسع وعريض بين كافة القوى والمكونات السياسية والمجتمعية المناهضة للعدوان، وذلك استشعاراً منها بالمسؤولية الوطنية والحاجة الملحة لملء الفراغ السياسي والدستوري الذي حاول وما يزال تحالف العدوان النفاذ منه، واللعب على وتر الشرعية” بحسب قوله.
وقدم الصماد للصعوبات الاقتصادية التي واجهها المجلس خلال العام الفائت من ممارسة مهامه وقال إن “موازنة الدولة التي كانت تصرف منها المرتبات، كانت تعتمد بنسبة 80% من إيرادات النفط والغاز و20% منها من بقية الموارد؛ من ضرائب، وجمارك، وزكاة وغيرها”.
وأضاف أن إيرادات النفط والغاز التي كانت تمثّل 80% من الموازنة تقع تحت سيطرة أتباع التحالف فيما الـ20% من الموارد كانت تتمثل بإيرادات الموانئ والمنافذ والجمارك التي قال إنها أيضاً تحت سيطرة أتباع التحالف فيما يتبقى لدى سلطة صنعاء 5% فقط من الإيرادات بينها إيرادات ميناء الحديدة الذي قال إنه يتعرض لمضايقات وحظر وحصار من قبل التحالف.
وأضاف “لو سلمنا وقلنا فليتفضل الاحتلال لدخول صنعاء وبقية المحافظات هل سيسلم رواتب الشعب وهو لم يسلمها لمن في سيطرته وهم لا يتعدون 20% من إجمالي الموظفين وتحت يده 80% من إيرادات الدولة؟!، هل سينشر الأمن والاستقرار وهو لم يؤمّن قصر المعاشيق لعودة هادي وحكومته؟!”.
من جانب آخر، توجه الصماد بالخطاب إلى حزب المؤتمر وتحركاته المثيرة للجدل، بشكل غير مباشر عندما قال “يجب أن تصل رسالتي لكل الأخوة في هذا البلد من المكونات السياسية لا وقت للمزايدة على أحد، هذا هو حالنا، أي طرف لديه الحلول ولديه القدرة يأتي الآن نحن مرحبون وسنتحرك جنوداً مجندة لدعم أي مسار ناجح, لن نأنف, أما أنّ كل طرف يزايد على الآخر، ويحاول أن يضع العراقيل أمام أي محاولات لإصلاح ما يمكن إصلاحه، فهذا غير مقبول”.
وأضاف “لا يليق بي شخصياً ولا بقية زملائي في المجلس أن نكون مظلة لتعطيل إصلاح الأجهزة القضائية لرفع الظلم عن الشعب الذي فقد كل شيء من ماديات الحياة، ولا ينبغي أن نفقده أمنه وتوقه للعدل”.
وتابع الصماد قائلاً “لا يمكن أن نكون مظلةً لأي تحرك مشبوه يصرف الشعب عن أولوية مواجهة العدوان أو يؤثر على تماسك الجبهة الداخلية والوضع الميداني، أو أن نصبح مظلةً لاستغلال مؤسسات الدولة في غير ما بنيت له, وعندما أقول هكذا لا أقصد مكوناً بعينه ولا شخصاً بعينه بل أقولها لكل من وصل إليه خطابي” بحسب قوله.
ووعد الصماد بتغيير أداء المجلس مؤكداً أن “ما بعد العام لن يكون كما قبله”.
وأضاف قائلاً “أنا مضطر كرئيس للمجلس السياسي الأعلى وواجهة أمام الشعب أن أقول أن المجلس السياسي الأعلى بجميع أعضائه معنيون أكثر من أي وقت مضى بالتحرك الجاد والمسئول لتعزيز دور السلطة القضائية، وتفعيل مؤسساتها لنحقق العدل وتعالج اختلالات بإعادة النظر في كل من يقف عثرة في سبيل ذلك من أي انتماء كان، من رأس الهرم الوظيفي حتى آخره”.
وتابع قائلاً “نحن معنيون بإعادة النظر في برنامج الحكومة وعدم السماح لأي طرف بالمزايدة على أدائها، وعلينا أن نضع لها البرامج التي تواكب التحديات وتتلاءم مع الظروف وفق خطط مزمنة، ومتابعة وتقييم مستمر، ورقابة فعالة, وأي عضو فيها لا يلتفت لا إلى هذا الطرف ولا هذا الطرف، عليه أن يلتفت لمهمته ويتحرك لتنفيذها وإلا فليغادر غير مأسوف عليه”.
وقال الصماد “من أراد أن يتحرك معنا وفق هذه المسارات فنحن سنكون أقرب الناس للتفاهم والتنسيق والتوافق لما فيه مصلحة البلد, ومن يرى أن هذه مساراتٍ لا حاجة لها ويريد أن نكون مظلةً للترهل والفساد والضعف والانهزام، ويرى أن الوضع الحالي هو الذي ينبغي أن يكون فليأتي اليوم قبل غد لاستلام رئاسة المجلس السياسي ويتصدر المشهد ويتحمل المسئولية ويثبت جدارته، وهذا مطلب مهم لنا ولكل فرد في هذا الشعب”.
وفتح الصماد الباب أمام الأطراف التي تريد مغادرة الشراكة قائلاً “من أراد أن يعطل أي مسارات للإصلاح فسأقولها بالصوت العالي لن نرضى، وسنمضي من موقع مسئوليتنا لإصلاح ما استطعنا إصلاحه ولو انزعج من انزعج، فالخيارات أمامه مفتوحة ولم نفرض أنفسنا على أحد”.
من جانب آخر أكد الصماد أن التحالف مستمر في الرهان على “ضرب الشراكة الوطنية والتماسك الداخلي، غير أننا تجاوزنا الكثير من المطبات في هذا السياق والفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود للقيادات والمرجعيات السياسية العليا في أطراف الشراكة ومكوناتها الذين يتميزون بالحكمة ورجاحة العقل ويغلبون المصلحة الوطنية العليا على ما سواها، فسر قوتنا يكمن في وحدتنا”.
وأضاف قائلاً “على نفس هذا المنوال فإننا نعيد ونكرر ليسمع القاصي والداني أن المساس بالوحدة والشراكة والتماسك الداخلي خط أحمر لن نسمح لأي طرف كان داخلياً أو خارجياً على تجاوزه”.
وحول الحرب المستمرة قال الصماد “سنستمر في المسار السياسي في مد يد السلام لمن أراد السلام الحق، السلام العادل، السلام المستدام، سواءً على المستوى الداخلي من خلال تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في الداخل بين كل المكونات والقوى لتفويت الفرصة على العدوان في استغلال حالة الشقاق لتدمير هذا الشعب، ونأمل أن يلقى هذا النداء آذاناً صاغية ممن وقفوا في الاتجاه الآخر إن كان قرارهم بأيديهم، فهذه أيدينا ممدودة تعالوا اطرحوا مخاوفكم ونطرح مخاوفنا ونضع التصورات التي تبدد كل المخاوف عند كل الأطراف فالعدوان سيستخدمكم فقط لخدمة أجندته وأهدافه وإذا استمريتم في غيكم فشعبكم سينفد صبره وتصلون إلى نقطة اللا عودة” بحسب قوله.
وأضاف “كما نؤكد على حرصنا واستعدادنا لأي تفاهمات مع قوى البغي والعدوان تفضي إلى وقف العدوان واحترام كرامة الشعب واستقلاله وحريته, كما نؤكد أن أي محاولاتٍ جديدةٍ من الأطراف الإقليمية والدولية تحاول صرف أنظار العالم عن وقف العدوان ورفع الحصار إلى جزئيات تخدم العدوان فإنها محاولات مرفوضة، ومن حقنا أن نرفض كل تلك الخزعبلات والألاعيب, وسنظل دوماً مع أي فرص للسلام العادل والمستدام، يفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار والدخول في حوارات جدية إن وجدت النوايا لذلك”.

مقالات ذات صلة

إغلاق