“التكتيك الصبياني” لقوى العدوان يتحول الى انتصارات ساحقة للجيش واللجان.

محويت نت.

لم تأتِ الاخبار المتداولة عن وصول ضباط أمريكيين وإسرائيليين وبريطانيين إلى عدن بجديد، للإشراف على مسرح العمليات العسكرية في الساحل الغربي، فأمريكا أصلاً هي من تدُير العدوان على اليمن منذ الوهلة الأولى وتشارك في العدوان على اليمن براً وجواً وبحراً، إلاّ أن انتقال المشاركة الأمريكية والصهيونية في العدوان من تحت الطاولة الى فوقها؛ سيكون دافعاً وحافزاً قوياً للشعب اليمني عامة، والجيش واللجان الشعبية خاصة لقتال المعتدين والغزاة، ليكون الشوق واللهفة ملازمة للمقاتل اليمني المشبع بالثقافة القرآنية لقتال أعداء الأمة من الأمريكيين والصهاينة، لاسيما وأن الوضع في اليمن مختلف تماماً في ضل انتشار الثقافة القرآنية، فالجندي الأمريكي الوقح ستُخطف روحُه من بين جسده قبل أن يلتف طرفة، وستقطع أرجله قبل أن يركل باب منزل مواطن يمني غيور، وسيُمرغ أنفه في وحل الخزي لأنه بلا شك في اليمن مقبرة الغزاة.

ويعّي الشعب اليمني مخططات الامريكان والصهاينة الاستعمارية، ويعّي أيضاً أن معركة الساحل الغربي هي معركة تم الاعداد لها من قبل الامريكيين والصهاينة، حيث كانت البداية بتهيئة العوامل ذات التأثير الكبير على سرعة واكتمال الهجوم، بدءً بالهجوم الاعلامي وحملات التشويه الممنهجه على الجيش واللجان الشعبية، وضرب الحاضنة المجتمعية، وافتعال الازمات الاقتصادية المصاحبة بتشديد الحصار على الشعب اليمني، لتحدد أمريكا بعد ذلك موعد الانطلاق وترسل القوات العسكرية الى عدن والمخا، فحدث مالم يكن يتوقعه الامريكيين والصهاينة والذي تجلى في حجم التفاعل الشعبي والقبلي الكبير، لاسيّما بعد خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في 12 رمضان، والذي فاجأ العدو بقدراته التخطيطية والتكتيكية، وتمّكن من تحويل الاختراق البسيط الى انتصار كبير أمام ذلك “التكتيك الصبياني”، وذلك بعد التدفق الشعبي والقبلي الكبير الذي وصل الى الحديدة والساحل الغربي، والذي اربك مخططات العدوان، وما اعقب ذلك من المواجهات والتغيرات الميدانية التي كانت كلفتها كبيره بشرياً ومادياً على قوى العدوان، وانعكست في انتصارات ساحقة للجيش واللجان، وتطهير مواقع بأكملها امام تراجع وخسارة لقوى الغزو ومنافقيهم.

وهنا لابد من الاشارة الى ما يوكد عليه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي حين يقول ان اعدائك يخدموك، فهو هنا يقدم الاسس القرآنية للامة في كيفية مواجهة اعدائها، حيث يتجلى كلام الشهيد القائد بوضوح في الزخم الشعبي الكبير في الاندفاع الى جبهات القتال وقتال أعداء الإسلام، والذي انعكس في الانتصارات الاخيرة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات قتالية عدة، ففي الوقت الذي كان تراهن فيه قوى العدوان أنه سيحسم المعركة في الساحل الغربي؛ تشهد مختلف جبهات التصدي للغزو والاحتلال انتصارات ساحقة للجيش والجان الشعبية في جميع جبهات الوطن عامة، وجبهي الساحل الغربي والجوف خصوصاً، حيث تتكبد قوى الغزو ومرتزقته الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، بعد إن تلاشت أوهام المعتدين وتبددت أحلامهم في غياهب الأوهام، وتجرعوا كأس الهزيمة النكراء هناك، وانهارت معنوياتهم أمام الانتصارات المتتالية لأبطال الجيش واللجان الشعبية، وتساقطت عنتريات ما روجته وسائل إعلام العدوان الكاذبة، بعد إن تمكن أبطال الجيش واللجان بعون من الله عز وجل من رمي احلامهم وآمالهم ومشاريعهم الاستعمارية الى البحر، فخابت مساعيهم، وفشلت أمام ارادة الله القوى القاهر، وبفضل حنكة وبسالة القيادة الحكيمة، وصمود ووعي الشعب اليمني، وتضافر الجهود الوطنية، وشجاعة وإيمان جيشه ولجانه الشعبية.

وفي خضم ذلك، تشهد معركة الساحل الغربي تطورات متسارعة، وانتصارات متتالية يحققها ابطال الجيش واللجان والحاق الهزائم الساحقة لأمريكا وادواتها، حيث حقق أبطال الجيش واللجان الشعبية انتصارات ساحقة في جبهة الساحل الغربي تنوعت ما بين عمليات هجومية وتطهير لمواقع قوى الغزو ومنافقيهم وتكبيدهم لخسائر بشرية وعسكرية فادحة، واستهداف تجمعاتهم بصواريخ باليستية وعمليات نوعية للطائرات المسّيرة.

الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن شرف غالب لقمان، أكد أن العمليات العسكرية في الساحل الغربي تدار بخبرات قتالية معززة بتدريبات مكثفة وإمكانيات مادية وتسليح متطور وعقيدة عسكرية مشبعة بحب الوطن، وأوضح لقمان أن الجيش واللجان الشعبية في جبهة الساحل ينكلون بالغزاة، حيث سقط المئات منهم بين قتيل وجريح، ناهيك عن تدمير وإحراق عشرات المدرعات واغتنام الكثير من الأسلحة خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال: “إن فعالية التكتيك العسكري في الاقتراب المباشر من العدو أدّت إلى شلّ قدراته أمام استبسال أبطال الجيش واللجان وضرباتهم المسددة”، مشيراً إلى أن الوسيلة الوحيدة للمرتزقة للنجاة هي الاستسلام أو الانسحاب، وأضاف ان الاستراتيجية الهجومية للجيش واللجان الشعبية قائمة على خطط مدروسة للتنكيل بالعدو واستنزافه، ولفت إلى أن قادة المرتزقة يعيشون حالة من انعدام الثقة، وقد بدؤوا بتبادل التهم بسبب عجزهم وعدم قدرتهم على المواجهة بعد نهبهم أموال الخيانة والسلاح لتمكين أعداء اليمن من انتهاك سيادته واحتلال أراضيه.

من جانبه، أطل ناطق حكومة الإنقاذ الوطني عبد السلام جابر، وبارك انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهة الساحل الغربي، والتي كان آخرها استعادة منطقة الجاح بالكامل، وقال جابر: إن أبطال الجيش واللجان الشعبية نفذوا عملية نوعية، أسفرت عن تطهير منطقة الجاح بالكامل ومصرع وجرح العشرات من المرتزقة بينهم قيادات، وأكد أن تطهير الجاح يفتح الطريق أمام أبطال الجيش واللجان الشعبية لتطهير ما تبقى من المناطق في الشريط الساحلي الغربي، وأكد ناطق حكومة الإنقاذ جاهزية قوات الجيش واللجان الشعبية في جبهة الساحل الغربي وكافة الجبهات الأخرى وأن الأيام القادمة ستشهد انتصارات نوعية وقاصمة للعدوان.

ولا يصل الامر الى انتصارات الساحل الغربي فقط، بل يتسع ليصل الى تحقيق انتصارات لأبطال الجيش واللجان في جبهة الجوف، حيث تم دفن احلام ومشاريع قوى العدوان تحت رمال اليمن، ذلك الوطن الذي لا يقبل الغازي والمحتل في ترابه، فالكل يعلم جيداً ان التصعيد بمحافظة الجوف هو التخفيف على الغزاة والمرتزقة بجبهات الساحل الغربي ولكن  كانت المفاجأة العسكرية والصادمة للعدو، حيث تحولت خطة الهجوم التي نفذها الغزاة والمنافقين بجبهات الجوف الى كارثة عسكريه، وتحول الهجوم الغازي والمرتزق الى هزيمة نكراء، واصبحت مدرعات الغزاة والمنافقين الى اكوام خرده في صحراء وتلال الجوف، والى التفاصيل الميدانية..

واستطاع أبطال الجيش واللجان بتايد من الله، من تحوّيل عتاد الغزاة والمنافقين المدرعة الى أكوام خُرده، حيث أكد مصدر عسكري أن أبطال الجيش واللجان الشعبية سيطروا على جبهة مزوية في مديرية المتون بمحافظة الجوف بشكل كامل، ومصرع وجرح العشرات من مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي بينهم قيادات كبيرة، وأوضح المصدر أن وحدات من الجيش واللجان الشعبية نفذوا عملية هجومية واسعة من كل الاتجاهات على مواقع المرتزقة في جبهة مزوية، وأشار الى أن أبطال الجيش واللجان نفذوا عملية هجومية واسعة على مواقع منافقي العدوان في جبهة مزوية في مديرية المتون، انتهت بالسيطرة الكاملة على منطقة مزوية بالمتون ودحر منافقي العدوان بعد مقتل وجرح أعداد كبيرة من المنافقين بينهم قيادات وإحراق مخازن أسلحتهم في المنطقة.

وفي سياق ذلك، نفذ مجاهدو الجيش واللجان الشعبية – بعون الله -، يوم الجمعة 23 رمضان 1439هـ، ثلاث عمليات هجومية على مواقع لمرتزقة العدوان الأمريكي السعودي في البيضاء والضالع ونهم، حيث أوضح مصدر عسكري أن أبطال الجيش واللجان الشعبية نفذوا عملية هجومية على مواقع المرتزقة في قرية يعيس بمريس في الضالع، كبدوهم خلالها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ولاذ من تبقى بالفرار، وأضاف المصدر أن المجاهدين الأبطال شنوا هجوماً مباغتا على مواقع المنافقين المرتزقة في جبل نوفان بقيفة بمحافظة البيضاء، وسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، وأشار المصدر إلى أن وحدات من الجيش واللجان الشعبية نفذت عملية نوعية على مواقع المنافقين في منطقة الحول بجبهة نهم، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم واغتنام أسلحة مختلفة وتدمير تحصيناتهم.

هذه المفاجئات التي الحقت بجيوش الغزاة ومنافقيهم وترسانتهم العسكرية الهزيمة النكراء والعار الأبدي ماهي إلّا صدقاً لقول الله تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)، ولن يجني المعتدين سوى الهزيمة ولن يحقق سوى الانكسار والإندحار والفشل أمام شعب صامد وجيش مغوار وقيادة شجاعة وأرض لا تقبل الغزاة، فالشعب اليمني أعطاه الله من الإيْمَان والحكمة والشجاعة والثبات والصبر ما أهّله لحمل راية الإيْمَان كله في وجه الكفر كله، وهذه الانتصارات المتحققة هي بلا شك في سبيل إعلاء كلمة الله، وعزة وكرامة لهذا الشعب المظلوم، الواثق بخالفة الذي يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)، واليوم يخوض الشعب اليمني معركة مصيرية، معركة بين الحق والباطل، بعد إن تجلى الحق بأنصع صورة وانكشف زيف الباطل ووجهه القبيح فهذا الزمن هو زمن كشف الحقائق تكشفت فيه الحقائق، وسقطت الأقنعة، وانكشفت الخفايا.

مقالات ذات صلة

إغلاق