سؤال الاستحقاقات

محويت نت
— علي احمد جاحز
ما ينتظرنا في المراحل المقبلة ، قد يكون اصعب واكثر خطورة مما عايشناه و واجهناه في المراحل السابقة من عمر ثورتنا المباركة ثورة 21 من سبتمر المجيدة ، سواء كان مؤامرات وتهديدات ونوايا خارجية او استحقاقات والتزامات داخلية .

والسؤال : هل نحن جاهزون وعند مستوى التحديات ؟

هذا السؤال يرد عليه سؤال اخر : هل لدينا تصورات ورؤى وخطط وبرامج وخطوط سير مزمنة تثبت اننا جاهزون ؟

وهذا السؤال ايضا يعقب عليه سؤال اخر : هل لدينا استشعار كاف بالمسؤلية واستعداد روحي لتحمل الاعباء والمخاطر وقناعة ثابتة بما نفعله ونتحرك باتجاهه وايضا ايمان حقيقي بالقضية ، حتى ندعي اننا عند مستوى التحديات ؟

اعتقد ان من الاهمية بمكان ان نشخص واقعنا ونرتب اولوياتنا وندرس بعمق خطواتنا ونعود بكل جدية ووعي الى اهداف ثورتنا لننطلق في مسار مرسوم وواضح ونتحرك على ارضية صلبة وثابتة ندرك ونعي مالذي علينا فعله ومالذي قد نواجهه وكيف نواجهه في الطريق .

من المهم ايضا ان نقرأ ما سبق من خطوات ثورتنا ، نراجعها بعيدا عن داء الغرور والذاتية ، لنصل الى تقييم حقيقي للمراحل السابقة ، وبكل تأكيد سنجد دورسا كثيرة نتعلم منها وثروة هائلة من الافكار سوف نجنيها من بين عثراتنا وهفواتنا وسقطاتنا ايضا ، ولا يخسر ابدا من يقيم ذاته تقييما قاسيا وحقيقيا بل يكسب ويسعى لتنمية المكاسب .

التحلي بالحكمة وبالوعي وبالفهم وبالنظام ، من اساسيات التحرك بل ربما تعد بمثابة وقود التحرك التي لو نفدت لتوقف التحرك في وسط المسار ، وحينها لا ينفع الدهف ولا السحب .. ولا مناص من وجود الوقود لتتحرك المسيرة وتستمر وتحقق اهدافها التي يراقبها الجمهور الكبير والواسع المتطلع لماهو ابعد مما هو متاح ومرسوم على المدى القريب والمتوسط .

هناك تجارب انسانية كبيرة ومعروفة تجازت ظروفا اصعب من ظروفنا وعوائق اكبر واكثر تعقيدا ، وانجازاتها متباعدة زمنيا وبطيئة مقارنة بما انجزناه في مشوار ثورتنا القصير والمليء بالتفاصيل المزدحمة والمحطات المتقاربة وايضا التحديات الملتهبة والمتصاعدة والمتسارعة هجوما وسقوطا ، الامر الذي يجعلنا امام مسؤلية كبرى في ان نباهي بتجربتنا ونصر على نجاحها واستكمالها وجعلها انموذجا حديثا للحدث التاريخي الكبير والنوعي المؤثر .

الشعب ضرب اروع مثال في التحرك والتفاعل والتضحية والصبر والصمود ، ولايزال يتحرك بوتيرة اعلى من السابق رغم ان الوضع والواقع بات اصعب من السابق بكثير ، والابطال في الجبهات سطروا اروع ملاحم التضحية والبسالة وصنعوا ولايزالون يصنعون المجد كل يوم اروع من السابق .

ولدينا قيادة حكيمة وواعية وتمتلك الحماس والقوة والشجاعة والفهم والطموح والصبر وسعة البال ، ممثلة في السيد القائد حفظه الله ، يتابع ويقرأ وينصح ويوجه ويرسم مسارات ويقيم ويسهر ويحمل هم الشعب والامة ، وهو ينطلق من مشروع عظيم وثقافة جليلة وشعور بالمسؤلية والتزام بالمضي باتجاه الاهداف التي يحددها المشروع القرآني بابعاده الانسانية والعملية والتنظيمية والاقتصادية وغيرها ، بعيدا عن اي طموحات شخصية او اسرية او فئوية ليكون قائدا نادرا في حقبة تاريخية كهذه الحقبة التي يمكن ان نصفها بانها اسوأ حقب التاريخ من حيث الاخلاق والقيم .

كل هذه المقومات ، تجعل التحرك ايسر واكثر فاعلية وانجازا واسرع تأثيرا ، وخاصة ان امامنا في المرحلة القادمة استحقاقات كبرى يجب ان نركز على حسمها منها مايتعلق بالتصعيد مقابل التصعيد وصولا الى الانتصار الكبير، ومنها ما يتعلق بترتيب الوضع الداخلي على كل الاصعدة سياسيا واداريا واقتصاديا وامنيا ، وعلى راس كل ذلك اصلاح اجهزة الراقابة والقضاء ، وتحسين الموارد الاقتصادية ، ولا مناص ولا هروب من الحزم والحسم لكل هذه الملفات .. وباذن الله سننتصر .
#جبهة_الوعي

يوميات – صحيفة الثورة – عدد الغد الاربعاء الموافق 30 اغسطس 2017م

مقالات ذات صلة

إغلاق