ما لا نتمناه … (1)

محويت نت

حمير العزكي

عادة ما يكون الجمود في المواقف الرسمية والمصحوب بحراك شعبي وجماهيري ملتهب ، تتصاعد أدخنته يوميا أكثر فأكثر ، مؤشرا خطيرا على احتقان سياسي ، مبشرا أو منذرا بأزمات عاصفة ، قليلا ما يمكن تجاوزها بتهدئة او احتواؤها بمصالحة ، والشواهد على هذه الحالة في الفترة الأخيرة كثيرة وجلية ، تستدعي التأمل فيها بجدية ، فالتباين التام والاختلاف الكامل بين المواقف الرسمية التي تأتي دائما مؤكدة على التزامها بإتفاقاتها ووفائها بتعهداتها واستمرارها في السعي لتحقيق أهدافها المعلنة وبين المواقف الشعبية التي يعبر عنها الناشطون الغير مخولين بالتحدث رسميا بإسم الجهات التي ينتمون اليها والتي تسفه كل الاتفاقات تنسف كل التعهدات وتكشف جانبا ولو يسيرا من الأهداف الحقيقية وخفايا النوايا في تلك المواقف الرسمية
وهذا التباين ليس دليلا مطلقا على وجود النوايا السيئة وحياكة المؤامرات بين الاطراف ، فهو أي التباين لايعدو أحيانا كونه مجرد اجتهادات او تكهنات او محاولات استرضاء او فرصة مواتية للشهرة والاسترزاق ، وهنا يظل الموقف من هذه الدوافع هو الفيصل في اعتبار العفوية في تباين المواقف او اعتماده كسياسة مرسومة وممنهجة لتحقيق اهداف مشبوهة ، منها جس نبض الشارع او خلق وعي جمعي مشوه ومغلوط ضد طرف من الاطراف بعينه

* التهدئة الإعلامية

لطالما كانت المعارك الاعلامية الضارية بين الحلفاء في الداخل والعملاء في الخارج انعكاسا لوقع سياسي متخبط ولثقة بالغة الهشاشة تلجأ فيها الأطراف المختلفة الى التسريبات والتلميحات ، ورعاية حملات تشويه ، وتبني وتمويل الشائعات ضد بعضها البعض مع الاحتفاظ ببراءة الجانب الرسمي فيها من كل تلك الممارسات
حلفاء الداخل كانوا اكثر ديناميكية من عملاء الخارج حيث بادروا بمحاولة التخفيف من حدة تلك المعارك ووضع خطوط حمراء لها من خلال اتفاقات متتالية كان أخرها وأكثرها حزما والزاما اتفاق التهدئة الاعلامية الذي وقعه الشاميان والذي توقع الكثيرون ولست منهم أن يؤتي ثماره وذلك من خلال قيام بعض الاطراف لصفحات ممولة مجهولة الهوية معلومة التوجة في اشارة عن استغنائها عن الإقلام المحسوبة عليها ولكن سرعان ما اختفت تلك الاشارة سريعا وعادت حليمة …. ودون أن يتخذ ضدها أي أجراء رادع ولاحتى اللوم او رفع الغطاء السياسي عنها.

* مبادرة مجلس النواب

في اتون عنفوان القيادات وردودهم النارية على تصريحات المبعوث الاممي بخصوص تسليم الحديدة ظهرت على السطح مبادرة لمجلس النواب إبتداءا بتسريب بنودها ثم بالاعلان عنها وتبنيها ومحاسبة معارضيها وحول تلك المبادرة حل الغموض محل التباين حيث ساد الصمت كافة الجهات الرسمية في الدولة وبكل مؤسساتها التنفيذية ، برغم اللقاءات الرئاسية ببعض الجهات المرتبطة بتلك المبادرة ، في حين اشتعل الرأي العام الجماهيري والشعبي عبر الاعلام الالكتروني بالمواقف المتشددة رفضا ودفاعا ، وبرغم موقف بعض الاحزاب والمكونات السياسية الرافض بقوة لتلك المبادرة الا أن صمت قطبي الشراكة عن الحديث عنها جعل موقف تلك المكونات مع احترامنا الشديد لها موقفا هامشيا غير مؤثر في ذات المبادرة ، فما سر ذلك الصمت ، وما هو مبرر الفرجة المتعمدة ربما على ضراوة المواجهات الاعلامية حولها؟؟

ومازالت الشواهد كثيرة ستناول بعض من بقيتها لاحقا وهنا أختم بقوله تعالى :

وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ

مقالات ذات صلة

إغلاق