تحليل أولي: أبعاد دخول أمريكا مباشرة في الساحل الغربي ؟!

يبدو أن أمريكا تنوي كشف قناعها وتباشر عدوانها على اليمن بعد أن فشلت أدواتها وأدوات أدواتها على مدى شهور من العدوان في فرض مشروعها الأساسي ( تفكيك اليمن ) كجزء من مشروعها الكبير في المنطقة .

— نحن نعرف أن ما نجحت في فرضه أدواتها بقيادة السعودية هو عزل مناطق الجنوب وبعض مناطق مأرب والجوف عن جسد اليمن على كل المستويات وتركتها رهين الفوضى، واستطاعت أن تضع حواجز سياسية وعسكرية ومؤخرا اقتصادية بين حضرموت من جهة وبين بقية الجنوب من جهة، وبين بعض مناطق مارب والجوف وبين بقية مناطق الشمال من جهة أخرى، إضافة إلى الحواجز نفسها التي فرضتها بين الشمال والجنوب عموما .

— ولأنها تعتمد استراتيجية الفوضى الخلاقة فإنها قد نفذت الخطوة الأولى في طريق تفكيك اليمن وذلك بوضع ثلاثة أقاليم ( إقليم حضرموت وإقليم عدن وإقليم سبأ ) حسب المسميات التي تضمنها مخططها الذي فشل هادي و حكومته في فرضه قبل العدوان ، وتبقى ( إقليم الجند وإقليم تهامة وإقليم آزال ) لاتزال متماسكة ومرتبطة بعمق الدولة ، وهو ما فشلت السعودية وحلفها في اختراقه على مدى سنة ونصف من العدوان ..

— وفي سبيل الدفع بذلك الاتجاه لجأت أمريكا إلى استخدام الورقة الاقتصادية عبر قرار نقل البنك و تغيير محافظه وسحب السيولة من السوق لتجعل صنعاء تفرض حواجز اقتصادية حاسمة على الحركة التجارية بينها وبين المناطق الخارجة عن السيطرة ، لتكريس خطوات الاقلمة تلقائيا .

— ولو عدنا إلى مقترحات أمريكا للحل في اليمن والتي كانت تأتي عبر ولد الشيخ احيانا وعبر سفراء الدول الراعية أحيانا أخرى أو تطرحها أمريكا مباشرة ، سنجد انها كانت تركز على ما يسمى ( تسليم المنطقة أ التي تعني تعز والحديدة ) وهو ما يعني إخراج إقليمي ( الجند و تهامة ) من جسد الدولة إلى مربع الفوضى ليلحقا بالثلاثة السابقات .

— وحين فشلت كل تلك المحاولات العسكرية والدبلوماسية في فرض المخطط الذي نجح في الجنوب والشرق ، على الحديدة وتعز ، دخلت امريكا اليوم وهي تنوي الانقضاض على تهامة و تعز لتضمن فرض ما تبقى من المخطط . — لا يبدو ان السيد القائد و الجيش واللجان غافلون عن ذلك، ولذا دعا السيد القائد اليوم وفي خطابيه الأخيرين إلى الحذر والتحرك بمسؤلية عالية ونبه إلى أن هناك مخططات جديدة للعدو لفتح محاور جديدة في الحرب و ندد بالهجوم الأمريكي على البحرية باعتبار انه يستهدف الحديدة ..

— لا ينبغي أن ننفصل عن تاريخ وجذور الواقع الذي نعيشه اليوم لأن كل ما نمر به مخطط مترابط وتقف خلفه آلة ضخمة استخباراتية وعسكرية وسياسية ودبلوماسية وإعلامية ، و في كل الأحوال فإننا وبقدر ما يجب أن نحمله من وعي بتفاصيل وخلفيات ما يجري فإن من المهم أن نثق بصمودنا و قدرتنا على إفشال المخططات ومواجهة العدوان حتى وإن كانت امريكا دخلت بنفسها وبوجهها الحقيقي في العدوان .

— أمريكا إن انجرت إلى الدخول بقواتها في الحرب على اليمن فإنها ستغرق في المستنقع بإذن الله ، فالولايات المتحدة لا تختلف عن السعودية في كونها نظام شائخ هش إصبح يتصرف بانفعال و توتر في المنطقة، ومثلما السعودية أصبح قرارها مرهون بيد شلة مراهقين ، فإن أمريكا أيضا اصبحت ادارتها بين يدي خيارين كلاهما اضعف من بعض ، كلينتون المصابة بالهوس والصرع أو ترامب المجنون المصاب بالهيستيريا وكأن أمريكا أصبحت خالية من الزعماء الحقيقيين الأقوياء ، وهذا يصب في صالحنا وصالح شعوب المنطقة .

بقلم :علي جاحز

مقالات ذات صلة

إغلاق