وهل غفَت المواجعُ ، والجراحُ ؟ ليُوقضها رحيلكَ يا ( صلاحُ ) !!

للشاعر: معاذ الجنيد
وهل غفَت المواجعُ ، والجراحُ ؟
ليُوقضها رحيلكَ يا ( صلاحُ ) !!
بتوقيت (الحسين) أصَبتَ ، لكنْ
على أوجاعنا صُبّت رِماحُ
جراحُ (القاعةِ الكبرى) اعتلَتنا
وفوق صدرونا جَثَمتْ بِطاحُ
ولكنَّ الشموخ طغى علينا
فلا دمعٌ يسيلُ ولا نواحُ
وتنفطرُ القلوبُ أسىً ، وحزناً
ونظرةُ كل مكلُومٍ سِلاحُ
على أشلاء أخوتنا نُصلِّي
فأذِّن في ( السُلَيّل ) يا (رَباحُ)
لقد سرقَ الغُزاةُ (هلال) (صنعا)
وأنجى نذلها العُهرُ البواحُ
رحلتَ وراء من رحلوا علينا
وأنتَ لضيقنا السُبُلُ الفِساحُ
وجرحى (القاعة الكبرى) لديهم
على خديكَ وعدٌ ، وانشراحُ
كأنكَ قلتَ : (عاشوراء) خُذني
فإني للحسين دمٌ مُباحُ
رحلتَ وأنتَ صوتُ الحق فينا
بهِ أشرقتَ ، فانطفأت (سجاحُ)
إذا انسكبوا أكاذيباً ، وزيفاً
فأنتَ لنا الأحاديثُ الصِّحاحُ
طويلاتُ المدى اعتادتكَ خِلَّاً
لها معكَ انطلاقٌ ، واجتياحُ
تُسامركَ (البراكينُ) اشتياقاً
وأنتَ لكل صاروخٍ جناحُ
ولن تغفو (الزلازلُ) قطّ إلا
وعندكَ علم من هُزموا ، وطاحوا
وليسَت نُزهةً أخذتكَ عنَّا
وهل غير الجهادِ لديكَ سَاحُ
ومثلكَ ما تحرَّكَ قطّ إلا
وفي خطوات رحلتهِ كِفاحُ
بما لا تشتهي سُفنُ الأعادي
تجيءُ كأنَّ بسمتكَ الرياحُ
أحُسّكَ سوف تحكي اليوم شيئاً
فأشرِق إنَّ وجهكَ لا يُزاحُ
وسافِر في دمي نهراً بشوشاً
ليطلع من مساماتي الصباحُ
خُلودكَ لا يليقُ بهِ رثاءٌ
ولن يرقى لمعناكَ امتداحُ
فليتَ الحزن أولَهُ ( كريمٌ )
على وطني ، وآخرهُ ( صلاحُ )
#معاذ_الجنيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق