في رحاب الولاء….

محويت نت

حمير العزكي

يا لها من سنوات ، قليلة العدد ، جزيلة الاحداث والمواقف ، ظليلة المدى ، وارفة الهدى ، كأنها محراب عابق الروحانية ، دافق القدسية ، لم أزل فيه عاكفا مبتهل الرؤيا ، ومتبتلا عن أبجديات الحياة الدنيا ، أتلو آيات المحبة ، وأرتل سور الولاء ، وأصلي ميمما وجهي القبلة المرضية للإنتماء ، ململما كل حسن مفقود متناثر في طبقات صوت ضمير الحق العائد بالكون وبقوة فرقانية من تيه الأزمنة وشرود غياهب الأمكنة ، أمزج حنين العزائم ويقين الغد المحفور في جبين الذرى ، مع أنين الهزائم في ماض أكتسى القهقرى ، فتغلب نكهة القادم على مذاق لحن الأمل المتعاظم بالعمل ، وكم اكتظت نوته اللقاء بشقاء فات وإرتقاء ءآت ، أطلقت فيها رجاء اكتمال سيمفونية الجهاد المقدس ، لعلها تستحق شرف الوقوف على إستحياء ، وتفوز بفرصة الالتجاء خوفا وطمعا ، على أطراف شاطئ بحر علم لا يدرك قعره ، وعلى ابواب فضاء هدى يتسع للثقلين صدره ، وتحظى لو بإطلالة قصيرة على روض نضير المقاصد ، غزير الفوائد .

لم أزل متأملا بإهتمام ، متفكرا ، مستبصرا ، مستبشرا ، مسترشدا الطريق ومستهديا السبيل في حضرة العلم العالم ، والمجاهد المقاوم لكل طاغوت وظالم ، سيدالأحرار و قائد الثوار ومولى الأنصار وولي العزيز الجبار ، الشاب الحكيم ، ثلاثيني العمر ، بلاتيني العزم ، قرآني المشروع ، ورباني المسيرة ، لم أزل أمام سمو المقام الإنساني ، أمام قبضة من أثر النبوة ، ونفحة من نور الرسالة ، البقية الباقية مما ترك ال محمد وهارون وموسى ، تحمله ملكة المسؤولية الى القيادة وتحفه العناية الالهية وترعى جهاده ، فغدى ربان سفينة النجاة و حادي مسيرة الثقلين العلم الشامخ بين الاعلام والنجم الساطع في نجوم العترة المطهرة .

لم أزل أراه في عظمة إيمانه وثقته بربه واعتماده عليه وبذله وعطائه في سبيله وجده واجتهاده في خدمة امته وعزتها وكرامتها ونصرة مستضعفيها ومواجهة ظالميها فيصغر في عيني من سواه في عصره ، وتتلاشى أمامه مفردات العبقرية والنبوغ ، وتتضاءل عنده مقامات الملوك والامراء والرؤساء والزعماء ، وتتهاوى عند قدميه أوبهة الألقاب وغرور اصحابها ، ويسقط زيفها وزورهم بظهور انوار الحقيقة التي أشرقت بها أفعاله قبل أقواله ، الحقيقة التي ءامن بها المستضعفون الانقياء وكفر بها المستكبرون الاشقياء ، ولم تزل أصداؤها تنقذ البسطاء من أغلال التضليل المستبد بعاطفة المخدوعين ، وستستمر شمس تلك الحقيقة في الإشراق والارتفاع حتى تحرق المضلين وتذروهم رمادا في رياح الواقع الإستثناء عن كل قوانين الحياة المعروفة ، الفائق الندرة والبالغ القدرة في إمضاء قدر السماء على ربوع الارض ، عابثا بكل المقاييس ومسفها لكل الحسابات والاعتبارات البشرية المحدودة بالمادة والمهزومة بالإيمان الباعث للقوة وصلابة الارادة ، الواقع الاستثناء المصنوع بأيادي مؤمنة إستثنائية تحت راية قيادة إستثنائية تتجسد في سيدي ومولاي القائد أبى جبريل سلام الله عليه

مقالات ذات صلة

إغلاق