#من يحكمنا ؟!

 

محويت نت

مقالات #من يحكمنا ؟!

 

حمير العزكي

ان كل انظمة الحكم التي جُربت في هذه الامة مابين ديكتاتوريات أنتجت ظلما و استبدادا وفسادا وبين ديموقراطيات افضت الى الفوضى والخراب والفساد ايضا ومع كل ذلك ورغم مرارة التجارب السابقة وفداحة خسارتها مازال اغلب الامة يرفضون اعادة النطر والمراجعة لمرجعيتهم الثابته (القرآن) بحيادية وتجرد ويفتشون عن ماورد فيه بهذا الشان وسيجدون الاجابة عن سؤال من يحكمنا!؟ ولو حتى من باب التفكير في الامر ك(حل) ممكن تجربته ابتداءا.

 

وهذا ما يسوقنا بديهيا للحديث عن الولاية بإعتبارها من وجهة نظرنا وفي معتقدنا هي النظرية القرآنية و الرؤية المحمدية لنظام الحكم في الاسلام، الدين العالمي الخاتم الذي لم يفته تنظيم آداب قضاء الحاجة فكيف يفوّت – كما يدعي البعض زورا – تنظيم آلية الحكم و كيفيته و على رأسها إختيار الحاكم ومواصفاته وما يشترط فيه وما يجب عليه ثم له ، وما يترتب على إعمال أو مخالفة هذه النظرية – الولاية – على واقع وحال الامة.

 

ومايؤكد صوابية ما نراه ونعتقده في ( الولاية) أنها ظلت خصم الطواغيت والمستكبرين والمستبدين من داخل الأمة وخارجها عبر تاريخ الاسلام، يترصدونها ودعاتها عبر الامصار والاجيال، لا يغفلون ولا يسهون عنهم في مواجهة مستمرة بكل الاساليب وشتى الوسائل، فلم يلحق بأحدٍ في التاريخ ما لحق بنظرية الولاية وحملة رايتها من التنكيل والتقتيل والتشريد والتشويه والحصار لدرجة استخدام الدين الذي يبذلون أرواحهم ذودا عنه في مواجهتهم وتصويرهم اعداءا له وهدمةً لأركانها .

 

أما بالنسبة للنماذج الواقعية التي تؤكد وترسخ فعالية ( الولاية) كنظام حكم اسلامي عادل وشامل ومتكامل فهي نماذج راقية ومشرفة ومشرقة بالرغم مما لاقته وواجهته وبالرغم من محدودية جغرافيتها المكانية و تاريخها الزمني وفي بعضها عدم شمولية الولاية كالولاية النائبة ولكنها تظل علامة فارقة في تاريخ الامة بدأً بولاية الامام علي عليه السلام و انتهاءا بالثورات الاسلامية في إيران واليمن.

 

وما يزيد قناعتنا بما نؤمن به وما نعتقده أننا برغم رسوخ ايماننا ويقيننا به لا نحاول فرضه على الاخر بل ندعوه اليه لعله يرى بعين الحقيقة ويستبصر، بل وفي أغلب الاحيان لا نأمل اكثر من احترام ما نؤمن به و النظر اليه كـ نظرية تحتاج إلى التجربة تحت ظروف مناسبة لاثبات صوابها من عدمه و التعاطي معها كما يتم التعاطي مع النظريات الوضعية الغربية التي لم تعد بالنسبة اليهم وسائل وآليات بل غايات ومقدسات ، وكل ذلك حرصا منا عليهم وصونا لحقهم في اختلاف الرأي ، لأن واقع اليوم يحكي عن الولاية كـ حقيقة واقعية اكثر منها نظرية افتراضية وخاصة ونماذجها الاولية في طريقها للتكامل والاكتمال و ثمارها تقترب كثيرا من النضوج.

مقالات ذات صلة

إغلاق