هذه أخر إيام الشهيد عبدالله المؤيد يرويها أحد رفاقه..

متابعات- محويت نت

القاضي .عبد الله النعمي يروي حكايآت الأيام الاخيرة في حياة الشهيد الأستاذ عبد الله يحيى المؤيد قائلا:

في بداية هذا العام وتحديدا في تاريخ 8 يناير 2017 تاقت نفسي لجبهة الشرف وميدان البطولة ، فانزلت منشورا قلت فيه .
شديت انا للجبهة رحالي ..
هذا المنشور القصير كان له عظيم الأثر في نفسية الاستاذ المجاهد البطل عبدالله يحيى المؤيد وكيل وزارة الاعلام ، فكتب لي على الخاص يترجاني ان اصطحبه معي للنزول للجبهة ، لم اكن قد تشرفت بمعرفته من قبل ، فحاولت ان اتهرب من الموافقة لاعتبارات عديدة ومنها اني لااعرفه ، وكيف اصطحب الى ساحة معركة عسكرية شخص لااعرفه ، لكنه الح علي الحاح عجيب ان لااتركه او اتخلى عن اصطحابه ، كان يقول لي سلام الله عليه يامنعاه ياقاضي لاتتركني اقبلني رفيقا لك ، لاتحرمني هذا الفضل يامنعاه ..
وعندما رايت كل ذلك الإلحاح قلت في نفسي لايجوز لي ان اتخلى عن رجل فيه كل هذا العشق والشوق للمشاركة في الجهاد في سبيل الله والذود عن الدين والوطن .
وفي صباح اليوم الثاني مررت عليه الى مكانه الذي حدده لي واصطحبته معي .
وسافرنا سويا ، وفي عصر نفس اليوم وصلنا مدينة عبس وفيها حطينا رحالنا ننتظر الاذن لنا بالدخول لجبهتي حرض وميدي .
انتظرنا ثلاثة ايام او اربعة في مدينة عبس ننتظر الاذن غير اننا جوبهنا بمحاولات رفض متواصلة من الاخوة المجاهدين الابطال ، حرصا منهم علينا سلام الله عليهم ، باعتبار ان جبهتنا ليست لديهم وانما في مجال اخر ، وهي الجبهة الاعلامية والثقافية والتوعوية ، والحشد والتعبئة ..
غير ان الحاحنا على الدخول كان له الاثر الطيب في اخضاع المجاهدين هنالك على الاذن لنا بالدخول ..
وبالفعل فقد دخلنا ، وتم تحديد موقع عسكري للمرابطة فيه .
كنا ونحن في الموقع الامامي نرى مواقع العدو لاتتعدا اثنين كيلو الى ثلاثة على الابعد .
وهذه المسافة القريبة كانت تطمع رفيقي الشهيد عبدالله المؤيد بين الفينة والاخرى على المغامرة على الهجوم على مواقع العدو ، غير ان المشرف لم يأدن له في التقدم خطوة واحدة ، والسبب ان موقعنا كان لمراقبة متارس وتحركات العدو اكثر منه موقع للهجوم .
كان الشهيد بحاول بشتى الوسائل ان يتوسط بي لاقناع المشرف على السماح له بالقيام بغزوة واحدة يباغت بها العدو غير انه لم يفلح .
مكثنا قرابة خمسة ايام في موقعنا كانت من اجمل ايام الله في حياتنا ، وبعد ان تاكدنا انه لن يسمح لنا بالاشتراك بخوض اي عمل جهادي غير المراقبة ، قررنا مغادرة الجبهة ، والسفر للبحث عمن يوفر بعض الادوات الفنية البسيطة التي راينا وجوب توفيرها بشكل كاف لابطالنا المجاهدين هذا اولا ، وثانيا للالتزام بتوجيهات القيادة بالبقاء في جبهاتنا المحددة .
واقفلنا راجعين مدينة صنعاء ..
ومنذ ذلك اليوم لم التق بالشهيد سلام الله عليه ، الا في يوم واحد دعاني فيه للحضور لديه لاستماع احد خطابات السيد عن وجوب تحرك المشرفين للاشتراك في جبهات البطولة والشرف ، لتزكو نفوسنا وتوتقي في وعيها وايمانها .
واليوم وماادراك ماليوم ، جاءني خبر استشهاده كالصاعقة ، بجبهة المخا التي مرغت انف العدو بين الوحل ..
سلام الله عليك سيدي وقرة عيني ، ورفيق الدرب ، وهنيئا لك ماتوجك الله به . فقد فزت ورب الكعبة ، فزت والله وتركتني لوحدي اصارع الدنيا ونغرياتها .

ليتني كنت معك ابا يحيى فأفوز فوزا عظيما ..
انا لله وانا اليه راجعون .
حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير ..

مقالات ذات صلة

إغلاق