مع الشهيد الزاهد أبوعاصم فرحان..

مقالات- محويت نت

بقلم:حمير العزكي

البداية كانت في أيام ثورة 21سبتمبر عندما زارنا الشهيد أبوعاصم فرحان في قريتنا تلبية لدعوة الوالد الشيخ صالح العزكي وكانت المرة الاولى التي نرى فيها رجال الله ونستمع عن قرب لحديث أنصارالله ونتعرف الى هذا المكون الذي لازم ذكره في ذاكرتنا التشويه والتهويل حينا والخيال والاسطورية أحيانا ..
جلست بعيدا في الغرفة المجاورة لإزدحام المجلس بالحاضرين ولكن فور معرفة الشهيد ورفيق دربه وجهاده (ابوعقيل) بوجود شاعر في القرية بادور في دعوتي للانتقال اليهم وبدأ الحوار الأول .. أسمعتهم الزامل المتواضع الذي وصلت به قافلة عمي الى مخيمات الاعتصام في الصباحة .. ثم اسمعتهم مقطعا من قصيدة ياسيدي عذرا التي كنت كتبتها قبل عام في ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام
إنتوت الشمس الرحيل ودنى أجل المقيل .. فهم الزائرون بالمغادرة .. وطلبوا الإذن والمعذرة .. فودعناهم واستقبلت وحدي فكرة حملوها وقضية آمنوا بها .. وبدأت بالتأمل في أين وكيف ومتى ومما صنع هؤلاء الرجال
مرت أيام قلائل والصراع محتدم في داخلي بين موروث فكري قديم عقيم ومشروع ثوري حضاري عظيم وفي خضم الصراع وردني اتصال من (ابوعقيل) يبلغني بإقتراب ذكرى عيد الولاية ويندبني الى كتابة قصيدة عن المناسبة فرحبت بالذكرى ووعدت بالمشاركة
ولكن كيف أكتب ؟؟وماذا أكتب؟؟كنت حينها أعتقد أن ولاية الأمام علي عليه السلام واجبة ولكنها غير شاملة فهي محصورة في الولاية الدينية .. حالي في ذلك حال الكثيرين الذين تقف قداسة وعصمة الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم عائقا أمام مفهوم الولاية الشاملة فكيف لهم أن يخالفوا النبي وكيف لنا أن نصدق ذلك وبهذا وقفت عاجزا ويقف الكثيرون اليوم أكثر عجزا
مرت يومان فإذا بالشهيد أبوعاصم فرحان يتصل بي مستفسرا عن ما كتبت فتعذرت وكأنه أحس بمايعيق فكري ويقيد قلمي فبادر لأرشادي بقراءة ملزمة ( حديث الولاية)للشهيد القائدرضوان الله عليه فكانت الملزمة الاولى التي أقرأها اضطرارا حينها لعلي أجد فيها مخرجا من الصراع ومدخلا للكتابة وحين بدأت القراءة لم اتركها الابعد اكمالها واكتمال القصيدة وانتصار الفكرالقراني على الموروث الحديث المغلوط واجابة لتساؤلاتي وازاحة للعائق المصطنع فكتبت
” وجب المسير مع الهداةفسيروا
ماعاد يجدي العذر والتبرير”
….الخ القصيدة المنشورة على صفحتي بعنوان (الحياة غدير ) ولكن تعذر حضوري الفعالية وارسال القصيدة ليقرأها احد غيري
حينها اتصل بي الشهيد معاتبا ثم حين ارسلت له القصيدة اتصل ناصحا قائلا (إتق الله ولاتحرم الناس من نعمة انعم الله بها عليك .. في قصيدتك هدي ستأثم إن حبسته)
عجبت جدا لقوله .. مع من يتحدث !؟ انا بالكاد تعرفت عليهم!؟ ولا اتحمل اي مسؤولية تجاههم!؟ او تجاه مسيرتهم؟! وتجاهلت الامر وظننت انه التواصل الأخير
ومع اقتراب العاشر من محرم اتصل بي وحثني على المشاركة في فعالية الذكرى بالقصيدة التي اسمعته في اللقاء الاول بعضها فرحبت واضفت كلما اقتنعت به مؤخرا اليها وحضرت وكانت الانطلاقة وكان الشهيد دائم الاصرار على مشاركتي في كل الفعاليات والمهرجانات

تعلمت من مواقف الشهيد خالد فرحان لا من محاضراته ودروسه القيمة حقيقة الثقافة القرانية واستشعار المسؤولية والمبادرة والمسارعة وتسخير ماوهبني الله وانعم به علي في خدمة دينه ونصرة الحق واتباع الهدى واعلامه
كان الشهيد مؤمنا حقا .. تقيا نقيا .. ناسكا عابدا .. مجاهدا زاهدا .. جاد في تحركه .. فاعلا في دوره ..مؤثرا في كل من يعرفه
فسلام عليه في الأولين والأخرين

مقالات ذات صلة

إغلاق