“عاصفة الحزم” ترتكب “مجزرة” جديدة في صنعاء وتوحد الشعب اليمني ضدها ودولها…

“عبدالباري عطوان”
“عاصفة الحزم” ترتكب “مجزرة” جديدة في صنعاء وتوحد الشعب اليمني ضدها ودولها.. لماذا تقصف الطائرات السعودية مجلس عزاء في قاعة مدنية؟ هل توقعت ان يكون صالح وعبد الملك الحوثي بين المعزين؟ وكيف ستبرر هذا العدوان لشعبها والعالم؟ وهل هذا نتيجة الاحباط والفشل؟

ارتكبت طائرات “عاصفة الحزم” السعودية مساء اليوم السبت مجزرة تضاف الى سلسلة مجازرها في اليمن، عندما قصفت مجلس عزاء اقامه اللواء جلال الروشان، وزير الداخلية اليمني، الذي يعتبر من ابرز الشخصيات الوطنية، ويحظى بإحترام معظم اليمنيين، ان لم يكن كلهم، حتى ان الرئيس عبد ربه منصور هادي عينه وزيرا في منصبه هذا، حتى بعد سيطرة انصار الله الحوثيين وقوات حليفهم علي عبد الله صالح على العاصمة صنعاء.
مجلس العزاء اقيم في الصالة الكبرى في العاصمة صنعاء من اللواء الروشان، تأبينا لوالده الذي توفي بعد مرض عضال، وحضره المئات، ان لم يكن الآلاف، من اليمنيين من الشخصيات البارزة وشيوخ القبائل، اي انه لم يكن ثكنه عسكرية، ولا قاعدة للصواريخ، ومن اعطى الاوامر للطائرات بالقصف، كان يعلم هذه الحقيقة جيدا.
لا يوجد اي مبرر اخلاقي لارتكاب مثل هذه المجرزة لان الغالبية الساحقة من القتلى والمصابين من المدنيين، ولا نعرف حتى كتابة هذه السطور، ما اذا كان اللواء الروشان من بينهم، مثلما لا نعرف ايضا هوية الضحايا الآخرين البارزين، ولا نستبعد ان يكون من بينهم وزراء وضباط كبار، حاليين وسابقين، من الجيش اليمني، جاءوا يقدمون واجب العزاء.
هناك بعض المعلومات الاولية تفيد بأن هذا القصف المتعمد جاء بسبب اعتقاد لدى التحالف في الرياض بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والسيد عبد الملك الحوثي، والسيد صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي الاعلى، كانوا من بين الحضور، وحتى لو كان هذا الاعتقاد صحيحا، فإن هذا لا يبرر ارتكاب هذه المجزرة، التي ستعمق حالة الغضب، والنزعات الثأرية لدى اليمنيين جميعا، كما انه مخطيء من يعتقد ان قتل هؤلاء لو تم، سيدفع اليمنيين للاستسلام، بل سيزيد من عزيمتهم ومقاومتهم للعدوان.
المملكة العربية السعودية، قائدة التحالف العربي الذي يخوض الحرب في اليمن، تتحمل مسؤولية المجزرة، غير المبررة، تماما مثلما تتحمل مسؤولية مجازر اخرى استهدفت اعراسا، ومستشفيات، ومعامل لتعبئة المياه، ومزارع دواجن وابقار.
اكثر من عشرة آلاف يمني قتلوا، وثلاثين الف آخرين اصيبوا في هذه الحرب المستمرة منذ عام ونصف العام، ضد اكثر شعوب العالم فقرا وجوعا، ولن تنتصر فيها المملكة مهما امتلكت من اسباب القوة والطائرات وصواريخ الدمار الحديثة.
ثلثا الشعب اليمني الشهم الطيب المضياف، يواجه المجاعة، واطفاله يموتون من سوء التغذية، وجميع المستشفيات باتت في حالة يرثى لها بعد نفاذ الادوية، ومقتل الاطباء من جراء القصف، حتى منظمة اطباء بلا حدود اوقفت كل عملياتها، وسحبت اطباءها وممرضيها، واغلقت ستة من مستشفياتها احتجاجا.
الشعب اليمني الذي يحمل الرصيد الاكبر عربيا واسلاميا من الكرامة والانفة وعزة النفس، لا يستحق هذه المجازر من اشقائهم، ولا هذا الحصار الظالم، فهو لم يقدم على اي اعتداء على ارض المملكة، ولم يكن الباديء بإشعال فتيل الحرب، بل جرى جره اليها مكرها، ودون اي ذنب.
ندين في هذه الصحيفة “راي اليوم” هذه المجزرة، مثلما ادنا كل المجازر السابقة التي ارتكبتها طائرات “عاصفة الحزم”، ونطالب بوقف هذا العدوان فورا، الذي يدمر بلدا شقيقا، ويقتل ابناءه.
“راي اليوم”

مقالات ذات صلة

إغلاق