”هيومن رايتس ووتش“ تؤكد ارتكاب العدوان لجرائم حرب واستهدافه صنعاء بالقنابل العنقودية

 أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ارتكاب تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لجرائم حرب، من بينها إسقاطه لقنابل عنقودية على مدن آهلة بالسكان في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، واصفة استهدافه لأحياء في العاصمة يوم أمس الأربعاء بالجريمة الشنيعة .

وقالت المنظمة في بيان لها اليوم الخميس إن” استخدام قوات التحالف المتكرر قنابل عنقودية في وسط مدينة مزدحمة يدل على نية لإيذاء المدنيين، وهو جريمة حرب، هذه الهجمات الشنيعة تبين أن التحالف يبدو أقل قلقا من أي وقت مضى حول تجنيب المدنيين أهوال الحرب”.

وأضافت” إن قوات التحالف الذي تقوده السعودية أسقطت قنابل عنقودية على أحياء سكنية في صنعاء عاصمة اليمن، في ساعة مبكرة من 6 يناير/كانون الثاني 2016، لم يتضح بعد إن كانت الهجمات خلفت خسائر بشرية في صفوف المدنيين، لكن الطبيعة العشوائية للذخائر العنقودية تجعل استخدامها انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب الإستخدام المتعمد أو المتهور للذخائر العنقودية، في المناطق المأهولة بالسكان، يصل إلى جريمة حرب”.

وقال ستيف غوس مدير برنامج الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: “استخدام قوات التحالف المتكرر قنابل عنقودية في وسط مدينة مزدحمة يدل على نية لإيذاء المدنيين، وهو جريمة حرب ،هذه الهجمات الشنيعة تبين أن التحالف يبدو أقل قلقا من أي وقت مضى حول تجنيب المدنيين أهوال الحرب”.

ونقلت المنظمة عن أحد سكان حي شارع الزراعة القول إن أسرته استيقظت الساعة 5:30 صباح 6 يناير/كانون الثاني على صوت عشرات الانفجارات الصغيرة .

وأضاف أنه كان في العمل، لكن زوجته أخبرته أنه عندما هرب أفراد الأسرة رأوا العديد من المنازل وروضة أطفال في الحي، ذات نوافذ مكسورة وتنتشر على جدرانها حُفر صغيرة حديثة.

وأكدت نقلاً عن أحد سكان حي هائل سعيد السكني أنه سمع انفجارات صغيرة نحو الساعة 6 صباحا ، وأضاف أنه حين خرج إلى الشارع، رأى أكثر من 20 مركبة – منها سيارته – مغطاة بثقوب صغيرة، وعشرات الثقوب المماثلة في الطريق ، وقال إنه شاهد على الأقل 3 منازل في المنطقة تنتشر على جدرانها حُفر صغيرة ونوافذها مكسورة، وأضاف أنه وجد شظية في سيارته. وتابعت “قال المُقيم في حي شارع الزراعة إن أيا من الحيَّين السكنيَّين لم يتعرض لغارات جوية قبل 6 يناير/كانون الثاني. أقرب منشآت عسكرية – مكتب صغير ومرآب يستخدمهما حراس عسكريون – على بعد 600 متر إلى 800 متر من شارع الزراعة.

قالت هيومن رايتس ووتش إنه حتى لو كانت الهجمات تستهدف أهدافا العسكرية، إلا أنها تظل غير قانونية بسبب استخدام الذخائر العنقودية”.

ونقلت أيضاً عن المقيم القول” أنه وقت الهجوم كان في مكتبه، على بعد 2 أو 3 كيلومترات من حي هائل سعيد و5 كلم من شارع الزراعة. قال إنه ظل يسمع أصوات انفجارات صغيرة بفاصل 10 دقائق أو 15 دقيقة حتى نحو الساعة 1:30 بعد الظهر. وأضاف: “هذه الإنفجارات لا تبدو مثل إطلاق النار العادي… سألت زملائي إذا كانوا سمعوها أيضا؛ فأجابوا بنعم”.

وأكدت المنظمة أن سكان في حي الذيبة في صنعاء أفادوا عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن هجوم ثالث بالقنابل العنقودية يوم 6 يناير , وأنه لم يتسن لها التأكد منذ ذلك.

وقالت” راجعت هيومن رايتس ووتش صورا فوتوغرافية التُقطت في 6 يناير/كانون الثاني في صنعاء، تُظهر بدون شك بقايا ذخائر عنقودية، منها لم تنفجر، وبطانات شظايا كروية من ذخائر صغيرة تحطمت في مواقع الإرتطام، وأجزاء من القنبلة التي حوت الحمولة”.

وأكد بيان المنظمة “تعرفت هيومن رايتس ووتش على ذخائر صغيرة أمريكية الصنع من طراز “بي إل يو-63” المضادة للأفراد والعتاد، ومكونات القنبلة العنقودية “سي بي يو-58”.

تبين العلامات على بقايا القنبلة تصنيعها في العام 1978 في مصنع “ميلان” لذخائر الجيش في ولاية تينيسي في الولايات المتحدة”.

ووفقا لسجلات الصادرات الأمريكية التي حصلت عليها المنظمة، فإن القنابل العنقودية “سي بي يو-58” تُطلق من الجو، وكل قنبلة تحتوي على 650 من الذخائر الصغيرة.

نقلت الولايات المتحدة ألف قنبلة “سي بي يو-58” إلى السعودية بين 1970 و1995. وذكرت المنظمة أن “الولايات المتحدة طرفا في النزاع المسلح في اليمن، وتلعب دورا مباشرا في تنسيق العمليات العسكرية، وعلى هذا النحو، فهي ملزمة بالتحقيق في الإنتهاكات المزعومة لقوانين الحرب التي شاركت فيها قواتها”.

وقالت المنظمة “صنعت الولايات المتحدة القنبلة العنقودية “سي بي يو-58” والذخيرة الصغيرة “بي إل يو-63″ أثناء حرب فيتنام، وهما مصممتان لمهاجمة الأفراد والعتاد ذي الحماية الطفيفة. كما تحتوي الذخائر الصغيرة على كريات تيتانيوم زنة 5 غرامات لها تأثير حارق على أهداف قابلة للإشتعال”.

ولفت بالقول ” في 2015، وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام قوات التحالف 3 أنواعا من الذخائر العنقودية في اليمن.. وثقت “منظمة العفو الدولية” استخدام قوات التحالف نوعا رابعا، كما اُستخدم نوع خامس من الذخائر العنقودية، لكن هوية المستخدم غير واضحة.. مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، تحدث شريطة عدم كشف هويته، قال لصحيفة “يو إس نيوز آند وورلد ريبورت” في أغسطس/آب إن “الولايات المتحدة تدرك أن السعودية استخدمت ذخائر عنقودية في اليمن”.

وأكدت هيومن رايتس ووتش أن على الولايات المتحدة ألا تبيع قنابل جوية إلى السعودية، في ظل غياب تحقيقات جدية في مزاعم بانتهاك قوانين الحرب في اليمن.

ونقلت عن غوس القول “ربما كانت آخر مرة زودت فيها الولايات المتحدة السعوديين بذخائر عنقودية منذ 20 عاما، لكنها تُستخدم لقتل المدنيين الآن. الولايات المتحدة، بوصفها طرفا في النزاع، عليها أن تطالب التحالف بالتوقف فورا عن استخدام هذه الأسلحة وألا تصبح شريكة في استخدامها”.

وقصف طيران العدوان السعودي الأمريكي يوم أمس الأربعاء ولأول مرة أحياء في العاصمة صنعاء بقنابل عنقودية محرمة دوليا أسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة آخرين بجروح.

وقال شهود لـ” المسيرة نت” إن طيران العدوان وفي سياق تحليقه المكثف وسلسلة الغارات التي شنها على عدد من الأحياء الآهلة بالسكان ألقى قنابل عنقودية أسفرت شظاياها المتناثرة في حيي مذبح والسنينة والدائري والزراعة عن استشهاد مواطن من سكان مذبح.

ويأتي إلقاء العدوان للقنابل العنقودية المحرمة والتي سبق أن ألقى الآلاف منها في محافظتي صعدة وحجة بعد إدانته من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية في تحد صارخ للقوانين والأعراف وتجاهل للتحذيرات. واستشهد المئات من أبناء صعدة بسبب مئات القنابل العنقودية التي ألقاها العدوان خلال الأشهر الماضية.

مقالات ذات صلة

إغلاق